قصة فتاة

عندما جلست مع نفسى بعض الوقت , طاف خيالى فى الأرجاء , وسبحت أحاسيسى معه فى كل مكان وتخيلت ذلك اللقاء..وهذا الموعد الذى سألتقى فيه ربى


وقلت لنفسى : متى يأتى هذا اليوم ؟ وهل اقترب بالفعل ولكن فجأة قطعت على الحقيقة أفكارى عندما تذكرت الآية التى تقول {قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولاتستقدمون},
وتلتها الآية التى تقول { اقتربت الساعة وانشق القمر..},
فرحت كثيراً عندما أدركت قرب ذلك اللقاء وانتابتنى أحاسيس رائعة.. إحساس رائع..بأن الله معى ولم يتركنى لحظة واحدة فهو يقول لى :{إنى قريب..}
إحساس رائع..بأنى سأكون من الفائزين يوم القيامة وقد قال الله تعالى {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون
إحساس رائع..أن أقف على نهر الكوثر ويسقينى الحبيب صلى الله عليه وسلم من يده الشريفة,
إحساس رائع.. أن يقال لى يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها إحساس رائع .. أن يخف ميزان سيئاتى ويثقل ميزان حسناتى وحبيبى يقول : {ومن ثقلت موازينه فؤلئك هم المفلحون
إحساس رائع ..بأنى أعلم أنى إلى الله راجعة وعليه مقبلة
إحساس رائع..أن يدخل الصالحون الجنة وأعلم أنى واحدة منهم
إحساس رائع..بأنى سأرى فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

ولكن لم يكد يمرالكثير من الوقت وأنا على ذلك الحال..فقد استيقظ ضميرى وأخذ يوقظ فى نفسى وعقلى تساؤلات على ماذا كل تلك الأحاسيس الرائعة ؟؟
أهى على تقصير فى أداء الصلوات ؟؟أم على جهل بأمور الدين؟؟ أم على عقوق الوالدين ؟؟أم على فساد فى الأخلاق ؟؟أم على ترك للسنن؟؟ أم على سماع للأغانى والمنكرات والأفلام الخليعة والمسلسلات الهابطة؟؟ أم على إهمال لكتاب الله ؟؟ أم على جهل بالمهمة التى خلقك الله من أجلها؟؟أم..أم..أتأمنين مكر الله؟؟
فقلت له اصمت
ولم تلبث أن تنتهى تلك التساؤلات حتى بدأت تراودنى مشاعر أخرى تقول :لا تهتمى بذلك ودعك من هذه الأوهام , عمرك طويييييييييييل , وأين أنت من يوم الرحيل؟ لا زلت فى ريعان شبابك, عيشى حياتك, لا تفكرى كثيراً , ولا تلبسى نفسك زى الهرم , هيا قومى ألست على موعد مع فلان , واتفقت مع زميلتك فلانة أن تذهبى إلى السوق , ولا تنسى موعد الفيلم الذى تحبينه , والكليب الجديد سيظهر على قناة كذا اليوم ..أنسيت كل ذلك؟؟؟؟؟؟؟
قلت وأنا فاتحة فمى كالبلهاء:نعم..نسيت
عندها كان ضميرى لا يزال مستيقظاً..فأخبرنى أن هذه هى نفسى الأمارة بالسوء , إنها هى ..أجل ..هى التى تشوش على عقلى دائماً, وتخدعنى, وتطمس على قلبى, حتى لا أعرف الحق أبداً .
أيقنت أنى فى مشكلة كبيرة الآن
نفسى والشيطان والهوى كيف النجاة وكلهم أعدائى
وبدأت أفكر ملياً ..ماذا أفعل الآن ؟؟ لقد تهت وضاعت الحقيقة من أمامى ..؟؟من منهم على حق ؟؟وماذا أفعل؟؟
لم أستمر على هذا الحال طويلاً ..فقد أدركت أن لدى وسيلة لم استخدمها حتى الآن لأوازن أمورى وأصحو ؟
إنها عقلى الذى كرمنى الله تعالى به وميزنى به عن سائر المخلوقات وكنت غافلة عن أهميته
عرفت أننى كنت فى لهو ..وأن الله سبحانه وتعالى يحبنى فوهبنى تلك النعمة وهى التفكير
بدأت أوازن أمورى وأتذكر تلك الحرب التى كانت تدور بداخلى والمؤامرات التى كنت أكيدها لنفسى دون أن أحس بخطرها
كانت نفسى لا تزال مضطربة فقمت وتوضأت ووقفت بين يدى الله أصلى وأطلت فى سجودى ودعوت الله أن ييسر لى الخيرويهدينى لما فيه صلاح أمرى .
أخواتى الحبيبات هذه القصة هى من خيالى , ولكنى أعلم أنها أقرب إلى الواقع والحقيقة منها إلى الخيال لأنها تمس الكثير منا ممن ألهتهم الدنيا وأشغلتهم لزاتها وساروا

"منقول"